الجمعة، 19 يونيو 2015

مطبخ حوراء الرائع : مطبخ رائع جدا يختصر أمامك الكثير من الجهد والوقت

هذا المطبخ يضم تشكيلة رائعة جدا من ألذ المأكولات سهلة التحضير

يختصر أمامك عملية الاختيار

الأطباق سهلة التحضير

أطباق في منتهى الروعة


الحساب على الإنستجرام


https://i.instagram.com/7oor_kitchen
7oor_kitchen

السبت، 27 ديسمبر 2014

كنب تربوية قيمة




كتاب: الو في بيتنا طبيب نفسي قصص وحكايات ومشكلات نفسية وعاطفية يرويها اصحابها يحللها ويعالجها: الدكتور علي اسماعيل عبد الرحمن الناشر: دار اليقين للنشر والتوزيع
الجزء 1


الجزء 2



كتاب: كيمياء الكلمات تأليف: علي الشوك



كتاب: شئ واحد يجب ان تعرفه عن الادارة الناجحة والقيادة الفعالة والحفاظ على النجاح الفردي تأليف: ماركوس باكينجهام

http://www.mediafire.com/?xr3v4mj4qv6hft8



 الثقافة العقلية، ودورها في نهضة الشعوب
المؤلف: السيد الدكتور سعد شريف البخاتي | عدد الصفحات: 134

http://mediafire.com/?rr76dtnznn9nc88

إستهداف المحافل الماسونية، للعقول البشرية
المؤلف: الدكتور عدنان هاشم الحسيني | عدد الصفحات: 109

http://mediafire.com/?hmo84502t301yzy


المرجع الأساسي للذاكرة
المؤلف: الدكتور جاري سمول

http://www.mediafire.com/?h1kfz2tl489vkkx

سلسلة طرق مختصرة الى المجد - 6 أجزاء
المؤلف: السيد هادي المدرسي 
http://www.mediafire.com/?2v1ubytafl2qpsf
http://www.mediafire.com/?mdvfeugliut70qt
http://www.mediafire.com/?zz1uqqfzyokj11u


http://www.mediafire.com/?xc2td7zbh5lpapx

http://www.mediafire.com/?075wu2wcrtc0g7c

متطلبات الصداقة وحقوق الأصدقاء
http://www.mediafire.com/?fqrqafngd2a9y22

كيف تنجح علاقاتك الاجتماعية
http://www.mediafire.com/?bvfc0c7y7yzkcbw

كيف تكون صداقات ناجحة

http://www.mediafire.com/?y93gacfwyn060t0

فن الصداقة مع العائلة
http://www.mediafire.com/?sbhujqdyzc1hvjg

كيف تنجح صناعة العلاقات


http://www.mediafire.com/?h0xd490r9tux3r9

الصداقة والأصدقاء

http://www.mediafire.com/?7vj7ov7v3yjokh2









كتاب: سيكلوجية الادارة تأليف: الدكتور هشام محمد نور جمجوم الناشر: دار ومكتبة الهلال - دار الشروق عدد الصفحات: 315 - 

http://www.mediafire.com/?rz9euxy838ym8uo

كتاب: اللغة والمعرفة رؤية جديدة تأليف: صابر الحباشة الناشر: صفحات للدراسات والنشر الطبعة: الاولى 2008م عدد الصفحات: 144 

http://www.mediafire.com/?rz9euxy838ym8uo

كتاب: القياس النفسي والتربوي تأليف: الدكتور محمود احمد عمر - الدكتورة حصة عبد الرحمن فخرو - الدكتور تركي السبيعي - اكتورة امنه عبدالله تركي الناشر: دار المسيرة للطباعة والنشر والتوزيع الطبعة: الاولى 2010م عدد الصفحات: 478 الحجم: 5.8 
http://www.mediafire.com/?r3b81ido66cho7o



كتاب: ارسم مستقبلك بنفسك كيف تتقن العوامل الاثني عشر المهمة من اجل نجاح بلا حدود تأليف: براين تراسي الناشر: مكتبة جرير الطبعة: الاولى 2007م عدد الصفحات: 321 الحجم: 
http://www.mediafire.com/?2q6c4brcvy66lb4
كتاب: النظرية اللسانية والبيانية عند ابن حزم الاندلسي دراسة تأليف: نعمان بو قرة الناشر: اتحاد الكتاب العرب عدد الصفحات: 130 الحجم: 2.3 
http://www.mediafire.com/?vbq9tme7u0x4181


كتاب: الاقبال بالاعمال الحسنة فيما يعمل مرة في السنة تأليف: السيد رضي الدين علي بن موسى بن جعفر بن طاووس تحقيق: جواد القيومي الاصفهاني الناشر: مركز النشر التابع لمكتب الاعلام الاسلامي الطبعة: الثانية 1418هـ 
المجلد 1
http://alfeker.mediafire.com/?tltzoad26pljdm3
المجلد 2

http://alfeker.mediafire.com/?030vdp5yuynfnyp

المجلد 3
http://alfeker.mediafire.com/?0gazap79ffjib7r

تربية الطفل، دينياً وأخلاقياً
المؤلف: الدكتور علي القائمي 

http://mediafire.com/?pt8yp5d824y0c88

علم النفس وتربية الأيتام
المؤلف: الدكتور علي القائمي 
http://mediafire.com/?re2n1f4nhjou364


 تربية الشباب، بين المعرفة والتوجيه
المؤلف: الدكتور علي القائمي

http://mediafire.com/?xbsv1zu0vk5xvnu

التربية وأثرها، في صنع الجيل المقاوم
المؤلف: الدكتور علي القائمي

http://mediafire.com/?26y1pzbwww669ae

الوسواس والهواجس النفسية
المؤلف: الدكتور علي القائمي 

http://mediafire.com/?cjlx1vrn16n1nwe


كيف نوجّه شبابنا نحو الصلاة
المؤلف: الدكتور علي القائمي
http://mediafire.com/?mnw7fvfsb471607

تاب: الزواج الموفق تأليف: الشيخ محمد جواد الطبسي
http://alfeker.mediafire.com/?4pcqexqc44l7c15


كتاب: كيف نفهم اطفالنا الطفل ذو الاحتياجات الخاصة

http://www.mediafire.com/?f5vqd1r2f414508

كتب سابقة


كتاب: الحوارات الاسرية في القران الكريم تأليف: السيد محيي الدين المشعل الناشر: دار العصمة الطبعة: الاولى 2008م عدد الصفحات: 106 الحجم: 1.1 

http://www.mediafire.com/?wzafo75flqw5jla


كتاب: هل نضرب اطفالنا لنعدل سلوكهم اعداد: ياسين احمد الحجري الناشر: دار المحجة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع الطبعة: الاولى 2011م عدد الصفحات: 92 

http://www.mediafire.com/?dy1j531lf3maak0

كتاب: التغلب على اكتئاب المراهقين دليل للابوين تأليف: كارول فيتزباتريك - جون شاري نقلته الى العربية: سهى نزيه كركي الناشر: مكتبة العبيكان عدد الصفحات: 166 – 

http://www.mediafire.com/?20b2kgqx47i2783

كتاب: رسالة السيدة زينب عليها السلام مجموعة خطابات وكلمات الامام الخميني والسيد الخامنئي وغيرهم حول سيرة السيدة زينب ودور المرأة المعاصرة ترجمة: موسى قصير محمد الاسدي الناشر: دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع الطبعة: الاولى 1994م عدد الصفحات: 92 
http://www.mediafire.com/?3s6kt77hwv810g0

الجمعة، 18 أبريل 2014

وفعل الحب مالم تفعله الوسائل الأخرى.

المشهد الأول :

اجتمعت به وحدثته أكثر من مرة عن أضرار العادة السيئة التي بات لا يفارقها.

لست أدري كيف تعلمها.

هو قريب من الطب, حيث أنه يعمل في إحدى مجالات العمل الطبي.

رأى بعينه حالات مهولة هي نتيجة عادة دأب عليها تلك المرضى, حيث كانوا يدخنون بشكل مفرط, وأدى ذلك إلى إصابتهم بسرطان الرئة.

حدثته كثيرا عن أضرار التدخين وما يخلفه وراءه على المدى البعيد.


قال لي : إنني مقتنع بكل كلمة تقولها غير أنه يصعب علي أن أتخلى عن التدخين.

المشهد الثاني :

وفق الله - سبحانه وتعالى - زميلنا إلى اختيار فتاة لتكون شريكة العمر.

كان صريحا معها في كل شيء.


طلب من أخواته إخبارها أنه من المدخنين حتى قبل إعلان الموافقة النهائية.

استاءت الفتاة - في البداية - من معرفة أن خطيبها يدخن, لكنها وافقت على الزواج منه, لما يحمله من صفات جمالية أخرى.

تم عقد الزواج.

تم الزواج.

مضى على الزواج سنة.

طلبت الزوجة من زوجها هدية من زوجها في ذكرى زواجهما الأولى, واشترطت عليه بأن تختار هي الهدية.



قدمت إليه ظرفا- قبل موعد الذكرى بأسبوع - وقالت إن مواصفات الهدية موجودة داخل الظرف.

قتح الظرف ليجد فيه :

حبييب روحي :

لم أجد شيئا سيئا فيك إلا عادة التدخين.

أنني أتضايق كثيرا من رائحة التدخين, غير أن حبي لك جعلني أتحمل تلك الرائحة.

إن أغلى هدية يمنك أن تقدمها لي, هي أن تقلع عن التدخين, لأن صحتك تهمني, وأنا أخاف عليك.

كان صعبا عليه أن يتخلى عن تلك العادة السيئة التي فشل الكثير بإقناعه في التخلي عنها, لكن الحب الذي يحمله نحو زوجته, كان أقوى من تلك الوسائل.

...

...

طبع قبلة على خديه, وسلمها ردا على رسالتها :

لن ترين في فمي سيجارة بعد هذا اليوم.

الثلاثاء، 15 أبريل 2014

تاءات السعادة الزوجية.

تاءات السعادة الزوجية : ١

إن الحديث في جوانب الحياة الزوجية لا ينتهي, فالحديث فيه واسع ومتشعب.

أضع أمام الأخوة الفضلاء و الأخوات الفاضلات بعض التوجيهات التي قد تساعد المتزوجين - ولا سيما حديثي العهد بالزواج - في التعلب على ما يعترض حياتهم من مشاكل وعقبات.

لقد قمت بإلقائها على جمع من المتزوجين والمتزوجات في لقاءات التوعية الزوجية التي أعدها القائمون على برنامج الزواج الجماعي, ولقد وجدت تفاعلا قويا من الطرفين حول معطياتها.

هي إضاءات كل إضاءة تبدأ بحرف التاء, وذلك كي يسهل للإنسان تذكرها ولا سيما في بعض المواقف التي تستلزم استحضار ذلك.

أقدمها هدية لأخواتي و لأخواني قربة لله تعالى, وأهدي ثواب الاستفادة منها إلى مقام سيدي و مولاي الإمام المهدي, عليه السلام, أرواحنا فداه.

هذا البحث يمثل سلسلة من الحلقات التي تتناول عددا من المحاور المرتبطة بالحياة الزوجية.


مقدمة :

إن الزواج ارتباط مقدس بين روحين, وهذا الارتباط ذو إطار شرعي, يتحقق بصيغة شرعية.

يكفينا هذا الارتباط المقدس التعبير القرآني :

{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} الروم : 21

قال العلامة في الميزان :

" لكن الله سبحانه خلق النساء و جهزهن بما يوجب أن يسكن إليهن الرجال و جعل بينهم مودة و رحمة فاجتذبن الرجال بالجمال و الدلال و المودة و الرحمة، فالنساء هن الركن الأول و العامل الجوهري للاجتماع الإنساني."

وقال قدس سره :

" قوله تعالى: "و من آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها" إلى آخر الآية، قال الراغب: يقال لكل واحد من القرينين من الذكر و الأنثى من الحيوانات المتزاوجة: زوج و لكل قرينين فيها و في غيرها: زوج، قال تعالى: "فجعل منه الزوجين الذكر و الأنثى" و قال: "و زوجك الجنة" و زوجة لغة رديئة و جمعها زوجات - إلى أن قال - و جمع الزوج أزواج.

فقوله: "أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها" أي خلق لأجلكم - أو لينفعكم - من جنسكم قرائن و ذلك أن كل واحد من الرجل و المرأة مجهز بجهاز التناسل تجهيزا يتم فعله بمقارنة الآخر و يتم بمجموعهما أمر التوالد و التناسل فكل واحد منهما ناقص في نفسه مفتقر إلى الآخر و يحصل من المجموع واحد تام له أن يلد و ينسل، و لهذا النقص و الافتقار يتحرك الواحد منهما إلى الآخر حتى إذا اتصل به سكن إليه لأن كل ناقص مشتاق إلى كماله و كل مفتقر مائل إلى ما يزيل فقره و هذا هو الشبق المودع في كل من هذين القرينين.

و قوله: "و جعل بينكم مودة و رحمة" المودة كأنها الحب الظاهر أثره في مقام العمل فنسبة المودة إلى الحب كنسبة الخضوع الظاهر أثره في مقام العمل إلى الخشوع الذي هو نوع تأثر نفساني عن العظمة و الكبرياء.

و الرحمة نوع تأثر نفساني عن مشاهدة حرمان المحروم عن الكمال و حاجته إلى رفع نقيصته يدعو الراحم إلى إنجائه من الحرمان و رفع نقصه.

و من أجل موارد المودة و الرحمة المجتمع المنزلي فإن الزوجين يتلازمان بالمودة و المحبة و هما معا و خاصة الزوجة يرحمان الصغار من الأولاد لما يريان ضعفهم و عجزهم عن القيام بواجب العمل لرفع الحوائج الحيوية فيقومان بواجب العمل في حفظهم و حراستهم و تغذيتهم و كسوتهم و إيوائهم و تربيتهم و لو لا هذه الرحمة لانقطع النسل و لم يعش النوع قط.

و قوله: "لآيات لقوم يتفكرون" لأنهم إذا تفكروا في الأصول التكوينية التي يبعث الإنسان إلى عقد المجتمع من الذكورة و الأنوثة الداعيتين إلى الاجتماع المنزلي و المودة و الرحمة الباعثتين على الاجتماع المدني ثم ما يترتب على هذا الاجتماع من بقاء النوع و استكمال الإنسان في حياتيه الدنيا و الأخرى عثروا من عجائب الآيات الإلهية في تدبير أمر هذا النوع على ما يبهر به عقولهم و تدهش به أحلامهم."

أخوكم د أبو طالب


----------------------

التاء الأولى : التقوى والصلاح :

قد يستغرب بعضهم من الابتداء بهذا العنصر.

ما علاقة السعادة الزوجية بالتقوى؟


واقعا, إن عنصر التقوى له أهمية في تعزيز وتقوية أواصر الحب بين الزوجين.

نجد أ ن الإسلام قد حدد التقوى من المواصفات التي ينبغي أن يتحلى بها الزوجان.

في الزوج :

قوله صلى الله عليه و آله :

" إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، وإن لا تفعلوا تكن فتنة في الارض وفساد كبير" (1)

ويفسر ذلك ما روي عن الإمام الحسن عليه السلام : 

(جار رجل إلى الإمام الحسن بن علي(ع) يستشيره في تزويج ابنته! فقال: زوجها من رجل تقيّ، فإنَّه إن أحبّها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها). (2)

لقد حدثت في زمان الرسول محمّد(ص) عدّة وقائع من زواج عجيب، لكي لا يبقى هناك للمسلمين من حجةٍ في ما يدّعون، ومن جملتها: زواج "جويبر" وزواج "زيد" و"المقداد". قال رسول الله صلى الله عليه وآله:أنكحت زيد بن حارثة زينب بنت جحش، وأنكحت المقداد ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب ليعلموا أن أشرف الشرف الاسلام. (3) 

ولقد كانت تلك الحوادث والوقئع تتبنّىُ تزويج فتيات جميلات، ذوات حسب ونسب، من رجال ليس لهم من الدنيا إلاّ تقواهم وذلك حتى يتمكّن الرسول(ص) من إحياء قانون الأخلاق والدين في المجتمع.


وفيما يرتبط بالزوجة نجد جملة من الأحاديث الشريفة :

قال الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم : « من سرّه أن يلقى الله طاهرًا مطهّرًا ، فليلقه بزوجة صالحة » (4). 


وقال صلى الله عليه وآله وسلم موصيًا : « من تزوج امرأة لا يتزوّجها إلاّ لجمالها لم يرَ فيها ما يحبّ ، ومن تزوّجها لمالها لا يتزوّجها إلاّ وكّله الله إليه ،فعليكم بذات الدين » (5). 

وعن الإمام الصادق عليه السلام قال : « إذا تزوج الرّجل المرأة لمالها أو جمالها لم يُرزق ذلك ، فإن تزوجها لدينها رزقه الله جمالها ومالها » (6). 

وقد ورد عن الإمام الباقر عليه السلام : « أتى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يستأمره في النكاح ، فقال : نعم إنكح ، وعليك بذوات الدينتربت يداك » (7

ورد عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : « من سعادة المرء الزوجة الصالحة » (8).

نجد تأكيد الإسلام على عنصر الصلاح الذي هو نتيجة التقوى لما يمثله هذا العنصر من أهمية في حياة الزوجين. 

إن التزام الزوج والزوجة بالتقوى يجعلهما يراقبان الله سبحانه وتعالى.

لن تتحدث الزوجة عن عيوب زوجها أمام الآخرين, وكذلك الزوج لن يتحدث عن عيوب زوجته أمام الآخرين لأن هذا يدخل في دائرة الغيبة المحرمة شرعا, فالتقوى التي يعيشها الزوج والزوجة تحول دون ذلك.

لا فرق بين أ ن يتحدث أحد الزوج عن عيوب الآخر, أو عن عيوب شخص آخر, فكونها زوجته لا يجوز له شرعا أن يتحدث عنها بما تكره, وكونها زوجته لا يجوز لها شرعا أن تتحدث عنه بما يكره.

الزوج التقي لن يؤذي زوجته بالشتم أو الضرب إذا قصرت في أداء بعض حقوقه, بل أنه سيسامحها.

الزوج التقي لن يجرح مشاعر زوجته ويهينها بكلام جارح, لأن ذلك يدخل في دائرة إيذاء المؤمن, وإيذاء المؤمن حرام.

لن يوجه الزوج التقي الذي يستشعر وجود الله سبحانه وتعالى ومراقبته له سيلا من العبارات الجارحة لمجرد أنها قصرت في بعض الأمور كأن تتأخر في إعداد وجبة غذائية, أو نسيانها لغسيل ملابسه, الخ.

لن يقوم الزوج التقي بضرب زوجته أو تطليقها لقيامها بمخالفة بسيطة لا تقاس بدرجة الانتقام التي قام بها.


الزوج التقي يحاول إدخال السعادة في نفس زوجته خلال مدحها بما تمتلكه من صفات جمالية, وكذلك الزوجة تسعى لإسعاد زوجها بمواقفها الإيجابية ولمساتها الحانية, وكلماتها التي تنم عن حب, وهذا يدخل في دائرة إدخال السرور على قلب المؤمن وهو من الأ مور التي أكدت الشريعة على أهميتها.

وكذلك الزوجة التقية, فإنها إذا عاشت أجواء التقوى داخلها فإنها تكون بلسما لآلام زوجها, ولسيت مبضعا يحدث جراحا في نفسه.

إنها ستكون مصداقا عمليا لقول أبي عبدالله عليه السلام قال : « قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ما استفاد امرء مسلم فائدة بعد الإسلام أفضل من زوجة مسلمة ، تسرّه إذا نظر إليها وتطيعه إذا أمرها، وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله » (9).

إن الإسلام يحصن المرأة عقائديًا وسلوكيًا ويجعل منها مستقرا لسعادة زوجها, وهذا الصلاح في السلوك يتأتى بالتقوى.

إن آثار التقوى الإيجابية لا تنحصر في الحياة الزوجية فقط, بل تشمل حياة الإنسان كلها, ولكننها اخترنا منها هذا الجانب لارتباطه بهذا البحث.

لذا على الزوجين تنمية جانب التقوى لديهما, فهذا يساعدهما في التغلب على كثير من الأمور التي تصادفهما في حياتهما الزوجية, ويمكنهما من خلال ذلك تجاوز كثير من الخلافات التي قد يكون منشؤها غالبا أسباب بسيطة, لا تتناسب مع حجم المشكلة التي نجم عنها.

----------------------------------
هوامش :

(1) بحار الأنوار / جزء 100 / صفحة [372]
(2) مكارم الأخلاق
(3) بحار الأنوار / جزء 100 / صفحة [266], ومكارم الأخلاق
(4) مكارم الأخلاق : 197.
(5) روضة الواعضين ، للفتال النيسابوري : 374 منشورات الرضي ـ قم.
(6) من لا يحضره الفقيه 3 : 248 باب الوصية بالنساء.
(7) وسائل الشيعة 14 : 21 باب استحباب اختيار الزوجة الصالحة.
(8) وسائل الشيعة 14 : 23.
(9)وسائل الشيعة 14 : 594 أبواب العيوب والتدليس. 

-------------------------

نواصل الحديث معكم حول أهمية جانب التقوى في تقوية بناء الحياة الزوجية.

قال الله تعالى :

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } النساء :1

في هذه الآية تكررت الدعوة إلى تقوى الله مرتين, وهذه الآية تشير إلى رقابة الله الشاملة للإنسان, ومن بينها العلاقه الزوجية, وهذه الآية من الآيات الشريفة التي لخا ارتباط بموضوع الزواج.

ينبغي للزوجان أن يستحضرا هذه الآية أمام أعينهما وأن يكون شعورهما برقابة الله لهما قوية, فالله يعلم بكل ما يصدر من طرف إزاء الطرف الآخر سلبا و إيجابا.

إن الله سبحانه وتعالى محيط و مطلع على حسن معاملة هذا الطرف للطرف الآخر أو حسن معاملته له.

عندما يؤذي أحد الزوجين الطرف الآخر فإن الله محيط بذلك, فهو رقيب على تصرفات الإنسان.

إن سوء معاملة أحد الزوجين للطرف الآخر ستكون مسجلة في صحيفة أعماله و قد تؤدي إلى دخوله النار, حتى لو كان يصلي و يصوم ويقوم بالأعمال العبادية الأخرى.

إن سوء معاملة أحد الطرفين للطرف الآخر تدخل ضمن دائرة :

{ وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا . وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا } الكهف : 48- 49

فتصرف الزوج مع زوجته سلبا و إيجابا, وتصرف الزوجة مع زوجها سلبا أو إيجابا سيسجل في هذا الكتاب, وهو من عوامل ثقل الأعمال أو خفتها في الميزان.

وهو داخل ضمن دائرة :

{ يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ. فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ . وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } الزلزلة : 6-8

فسوء معاملة الزوجين لأحدهما هو من أمثلة { وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ }

وحسن معاملة أحد الزوجين للآخر من أمثلة : { فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ }

لا فرق في النتيجة النهائية بين سوء المعاملة مع شخص أجنبي وبين زوجتك, فالنتيجة واحدة, وهي سخط الله سبحانه وتعالى والتعرض لسخطه عز وجل.

إن سوء معاملة أحد الزوجين للآخر لها أثار سلبيه على مستقبله في ما بعد مرحلة الانتقال إلى العالم الآخر, ولنا في قصة سعد بن معاذ :

ففي بحار الأنوار / جزء 6 / صفحة[ 220 ] :

عن أبي عبد الله عليه السلام قال : أتي رسول الله صلى الله عليه واله فقيل له: إن سعد بن معاذ قد مات، فقام رسول الله صلى الله عليه واله وقام أصحابه معه، فأمر بغسل سعد وهو قائم على عضادة الباب، فلما أن حنط وكفن وحمل على سريره تبعه رسول الله صلى الله عليه واله بلا حذاء ولا رداء، ثم كان يأخذ يمنة السرير مرة ويسرة السرير مرة حتى انتهى به إلى القبر، فنزل رسول الله صلى الله عليه واله حتى لحده وسوى اللبن عليه، وجعل يقول: ناولوني حجرا، ناولوني ترابا رطبا، يسد به ما بين اللبن، فلما أن فرغ وحثا التراب عليه وسوى قبره قال رسول الله صلى الله عليه واله: إني لاعلم أنه سيبلى ويصل البلى إليه، ولكن الله يحب عبدا إذا عمل عملا أحكمه، فلما أن سوى التربة عليه قالت أم سعد : يا سعد هنيئا لك الجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: يا ام سعد مه، لا تجزمي على ربك فإن سعدا قد أصابته ضمة، قال: فرجع رسول الله صلى الله عليه واله ورجع الناس فقالوا له: يارسول الله لقد رأيناك صنعت على سعد ما لم تصنعه على أحد، إنك تبعت جنازته بلا رداء ولا حذاء، فقال صلى الله عليه واله: إن الملائكة كانت بلا رداء ولا حذاء فتأسيت بها، قالوا: وكنت تأخذ يمنة السرير مرة، ويسرة السرير مرة، قال: كانت يدي في يد جبرئيل آخذ حيث يأخذ، قالوا: أمرت بغسله وصليت على جنازته ولحدته في قبره ثم قلت: إن سعدا قد أصابته ضمة ! قال: فقال صلى الله عليه واله: نعم إنه كان في خلقه مع أهله سوء. "

إن تحصيل درجة التقوى يتحقق بأحد الطرق التالية :

- الخوف من الله.

- رجاء عطاء الله.

- حب الله الخالص.

ما المقصود بهذه الطرق؟

وما علاقة ذلك بتعميق درجة الألفة الزوجية؟

يُتبع :


----------------------------

علاقة التقوى بالعلاقة الزوجية :

إتماما لما تقدم ذكره أود أن أعطي مزيدا من الإيضاح حول ارتباط التقوى بالعلاقة الزوجية.

توجد ثلاث طرق للحصول على التقوى : الخوف و الرجاء و الحب.

يمكن لأي إنسان أن يختار أي منها.

تقوى الله استنادا إلى حب الله سبحانه الحب المطلق مرتبة عالية جدا وهم العلماء الربانيين الذين تعمقوا في المعرفة الإلهية وهم الذين لا يعبدون الله خوفا من عقابه و لا طمعا في ثوابه و إنما يعبدونه لأنه أهل للعبادة و ذلك لأنهم عرفوه بما يليق به من الأسماء الحسنى و الصفات العليا فعلموا أنه ربهم الذي يملكهم, و يدبر الأمر وحده وهم ليسوا إلا عباد الله فحسب، و ليس للعبد إلا أن يعبد ربه، و يقدم مرضاته و إرادته على مرضاته و إرادته، فهم يعبدون الله , و لا يلتفتون في عبادتهم إلى عقاب يخوفهم، و لا إلى ثواب يرجيهم، و إلى هذا يشير قوله (عليه السلام): "ما عبدتك خوفا من نارك و لا رغبة في جنتك بل وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك".

ما يهمني الإشارة هما الصنفان الآخران : عبادة الله خوفا من عقابه أو رجاء ثوابه.

الأول هم من تكون تقوى لديهم مستندة إلى خوفهم من عذاب الله وما أعده الله للعصاة , وهؤلاء كلما فكروا في عل معصية ما , وعرفوا ما يترتب على ذلك من ألوان العذاب التي أعدت للظالمين و مرتكبي المعاصي و الذنوب , ازاددوا خوفا و لفرائصه, فامتنعوا عن الإقدام على المعصية.

والصنف الثاني هو من يسعون للحصول على درجات التقوى لما يرونه من الرجاء بما أعده الله للعباد المطيعين لأوامره, الذين يسعون إلى عمل الصالحات والخيرات , وكلما فكروا في النعيم الذي أعد لأصحاب الأعمال الصالحة, بالغوا في التقوى و التزام الأعمال الصالحات طمعا في المغفرة و الجنة.

سأعطي بعض الأمثلة في علاقة هذين العاملين : الخوف والرجاء بالعلاقة الزوجية, و أثر ذلك في تقوية عامل التقوى قوة أو ضعفا لدى الزوجين.

يقول الله تعالى في سورة الحج :

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2)

تعطي هذه الآية صورة مؤلمة عن هول العذاب وشدته.

نستعرض جملة من الروايات الشريفة التي تبين ما أعده الله من العذاب لمن اعتدى على زوجته.

في المستدرك للعلامة المحقق النوري :الجزء 14\200 

في مجال الترهيب :

عن رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) ، أنه قال : " فأي رجل لطم امرأته لطمة ، أمرالله عز وجل مالك خازن النيران فيلطمه على حر وجهه سبعين لطمة في نار جهنم 

عن النبي ( صلى الله عليه و آله ) ، قال : " أيما رجل ضرب امرأته فوق ثلاث ، أقامه الله يوم
القيامة على رؤوس الخلائق ، فيفضحه فضيحة ينظر إليه الأولون و الاخرون".

إن الضرب والشتم والسبّ الذي يستخدمه بعض الرجال مع نسائهم ليس من الرجولة في شيء، ويؤدي بهم إلى غضب الله عليهم, وقد يدخلهم النار إذا لم تسمح لهم الزوجة, وتغفر لهم هذا الخطأ.

وهناك عذاب شديد ينتظر أيضا الزوجة المقصرة في حقوق زوجها العاصية لأوامره الموافقة للشرع :

المستدرك للنوري : عن الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله : " لاتؤدي المرأة حق الله عز وجل حتى تؤدي حق زوجها".

المستدرك للعلامة النوري : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : " أيما امرأة خرجت من بيت زوجها بغير اذنه ، لعنها كل شيء طلعت عليه الشمس والقمر ، إلى أن يرضى عنها زوجها " .

ذكر أستاذ الأخلاق مظاهري في كتابه ( الأخلاق البيتية ) :

وإنَّ الرجال والسناء الذين يستخدمون العبارات السافلة والوضعية تجاه بعضهم البعض سيحشرون ـ على حدّ ما جاء في الأخبار ـ وألسنتهم متدلّية على الأرض يسحقون عليها بأقدامهم، فيسأل من في الحشر عنهم فيقال لهم: إنهم عدّة مجاميع: مجموعة منهم اللعانون السبّابون، ومجموعة ثانية، النساء اللواتي كنّ يشتمن أزواجهن ويرددن عليهم الكيل صاعين، ومجموعة ثالثة، الرجال الذين كانوا يضربون نساءهم ويشتموهن، ويكيلوا لهن شتى التهم الباطلة... "

وفي بحار الأنوار / جزء 14 / صفحة[ 43 ] :

مما خاطب الله به نبيه داود عليه السلام :

" نح على خطيئتك كالمرأة الثكلى على ولدها، لو رأيت الذين يأكلون الناس بألسنتهم وقد بسطتها بسط الاديم وضربت نواحي ألسنتهم بمقامع من نار، ثم سلطت عليهم موبخا لهم يقول: يا أهل النار هذا فلان السليط فاعرفوه." انتهى.


أي عاقل يرى مثل هذه الروايات ثم يتمادى في ظلمه لزوجته ضربا أو لطما إهانة بالكلمات الجارحة.

و أي امرأة عاقلة ترى مثل هذه الروايات و تتمادى في التهاون بحقوق زوجها والتطاول عليه.

إن الأعمال تتجسم, يقال إن أحد الأشخاص رأى صديقًا له في منامه على هيئة كلب فسأله: لم تغيّر شكلك إلى ما أرى بالرغم من أنك كنت خيّرًا على زمان الدنيا، فيأتيه الجواب: آه من سوء الخُلق في الدار! آه من سوء خلقي مع أهلي وعيالي!. 


فيا أيها الزوج اتق الله في استخدام العبارات لزوجتك لئلا تراك الملائكة كلبا بسبب عبارات السباب والشتائم وكلمات اللعن التي تخاطب بها زوجتك . 

و يا أيتها المرأة اتقي الله ولا تستخدمي العبارات النابية ولا البذيئة في خطابك لزوجك ، لأنك قد تكونين جميلة وشابة، ومحبوبة بين أهل زمانك، لكنك مبغوضة عند أهل السماء، ولا تعتبرين أكثر من كلبة في نظر الله و نظر الملائكة !

يقول أستاذ الأخلاق مظاهري في كتابه ( الأخلاق البيتية ) :

" وجاء في الخبر أن الأرواح تصعد إلى ساحة الربوبية المقدسة في بادئ الأمر بعد الموت، ومن ثم يُذهب بها على الجنة أو جهنم، ويقال إن الروح عندما تصعد إلى السماء الأولى والثانية والثالثة.. وحتى تصل إلى السابقة ومنها اللوح والتعلم، وفي النهاية إلى العرش، يشيع الخبر بين الملائك بأن كلبًا جاء إلينا! 

أما إذا كانت الروح الصاعدة لأحد الخيّرين الملتزمين، من الذين كانوا يشيعيون الهدوء والسكينة في الدار، ويترققون لأزواجهم وأبنائهم فإن الحال سيكون غير ذلك الذي ذكرنا، وعندها ستقول الملائكة جاء السيد، جاء المؤمن، جاء المسلم، وجاءت السيدة، جاءت المؤمنة، جاءت الخيّرة، كونهم رضوا عن الله ورضي عنهم فأرضاهم. "

هل ترضى لنفسك أيها الرجل أن تلتقي بربك و أنتَ على هيئة كلب؟!

هل ترضين أيتها المرأة أن تلتقي بربك و أنتِ على هيئة كلبة؟!

--------------------

نواصل معكم ما ابتدأناه حول دور التقوى في تقوية العلاقة الزوجية.

لا زلنا في محور الترهيب المرتبط بتقوية جانب التقوى في أنفس الأزواج استنادا إلى الخوف من العقاب الإلهي الذي أعده الله للعصاة والظلمة, و يدخل في هذه الدائرة ظلم أحد الزوجين للطرف لآخر, كأن تظلم الزوجة زوجها أو أن يظلم الزوج زوجته, أو أن يجرح أحدهما مشاعر صاحبه بكلام جارح بقصد الإهانة, فهذا محرم شرعا, ويحاسب عليه الإنسان - الزوج أو الزوجة - إذا لم يطلب من الطرف الآخر أن يسامحه.

أشرت سابقا و أعيد التأكيد أنه لا فرق من الناحية الشرعية ومن ناحية العقاب الإلهي بين أن تهين شخصا من الشارع لا علاقة لك به أو تهين زوجتك, فكلاهما من عباد الله, خلقهم الله سبحانه وتعالى.

دعوني أنقل لكم هذه الحادثة التي ذكرها أستاذ الأخلاق مظاهري في كتابه ( الأخلاق البيتية ) :

" رأى أحدهم في المنام عالمًا معروفًا كان قد توفي منذ زمن، فسأله عن وضعه؟

فأجاب: الحمد لله، فأنا أمتلك هنا حديقةً غناء، ولي من الحور العين الكثير، وقد بُنِيّ لي قصرٌ لا يمكن أن يحلم به من كان في الحياة الدنيا، وإن الملائكة لتروح وتذهب في قصري وهي لي خادمة، ولكنني حينما أصحو صباحًا، لا أصحو إلاّ على لسعة عقربٍ يأتيني كل صباح فيبقى الألم في رجلي إلى الصباح التالي ليبادرني بلسعةٍ جديدة.

فسأله صاحبنا: ما الذي فعلته في دنياك؟.

فأجاب: اسأت إلى أحدهم في القول، واستهانت عليّ المسألة فنسيت أن استغفر وأتوب من تلك الإساءة، ولو كنت قد استغفرت وتبت لكنت قتلت هذه العقرب التي ما فتأت تأتيني كل يوم. " انتهى.


أيتها الأخوات المؤمنات :

أيها الأخوة المؤمنون :

إن إساءة أي منكم للآخر, يؤدي إلى أن يصيب الطرف المسيء مثل ما أصاب هذا العالم, فلا فرق بين الإساءة إلى شخص أجنبي أو إلى الزوجة أو الزوج, فكلا الإساءتين من الأعمال المحرمة شرعا, بصرف النظر عمن أساء ومن أسيء إليه.

إساءة الزوج إلى زوجته و إساءة الزوجة إلى زوجتها يجعلهما محلا لغضب الله تعالى عليهما, مالم يغفر الطرف الذي تعرض للإساءة عمن أساء إليه.

كون الزوج قوام على المرأة, لا يجوز له شرعا أن يهينها أو يظلمها أو يعتدي عليها بضرب, أو يجرح مشاعرها بكلام فاحش, وبذىء, فهذا كله مسجل في صحيفة أعماله, وقد يؤدي به إلى دخول النار.

و كذلك الزوجة عليها أن تتقي الله في زوجها, وألا تتطاول عليه بكلام جارح بذىء, إو تسيء إليه بأي شكل من الأشكال.

هناك أمور قد تكون موضع خلاف بين الأزواج, ويمكن علاجها دون اللجوء إلى إساءة طرف إلى طرف إو إهانة طرف لآخر.

سأشير إليها في التاءات اللاحقة.

هناك آداب شرعية في التعامل بين الأزواج, ينبغي للأزواج معرفتها.

إن التجريح باللسان يعتبر من معاول هدم المحبة والألفة الزوجية، وقد يحيل الحياة الزوجية إلى جحيم في الدنيا ودخول النار في الآخرة. 

إهانتك لشخص مؤمن أجنبي, وإهانة أحد للزوجين للآخر هما جريمة و معصية تؤدي بصاحبها إلى استحقاق عذاب الله الذي أعده للعصاة والظالمين.

قد يحقر الزوج زوجته وقد تحقر الزوجة زوجها.

تقول الزوجة :

أنت كذا وكذا ... لا فائدة فيك ... أنت دمار ... أنت ....

ويقول الزوج :

أنت علة ... أنت مصيبة ... أنت لا خير فيك .. أنت بقرة ... أنت لا تفهمين ... أنت غبية ... 

هذه العبارات و أمثالها تعتبر عبارات تحقير, وفيها إيذاء للمؤمن, وقد وردت الروايات الشريفة في التحذير من ذلك :

ففي الكافي : باب من اذى المسلمين واحتقرهم

" عن أبي عبدالله عليه السلام قال: من حقر مؤمنا مسكينا أو غير مسكين لم يزل الله عزوجل حاقرا له ماقتا حتى يرجع عن محقرته إياه. "

الخطاب هنا و إن كان جاء بصيغة التذكير إلا أنه لا ينحصر في ذلك, فللرجل و المرأة حرمة ومنزلة عند الله سبحانه وتعالى, وإهانة أحد الزوجين للطرف الآخر تجعل الطرف الظالم حقيرا عند الله سبحانه وتعالى, حتى يتوب عن ذلك, ويسأل صاحبه أن يسامحه عما بدر منه في حقه.

قد تقول الزوجة لزوجها: إننا لم نر خيرًا في هذه الدار تحبط بقولها ذاك كل أعمالها، وكذا بالنسبة للرجل الذي يقول لزوجته: إنني لم أرّ منك خيراً مذ تزوجتك. 


في المستدرك للعلامة المحدث النوري : 14\194

من خطاب الرسول صلى الله عليه و آله للصحابية الجليلة الحولاء التي جاءته تستشيره في مشكلة حدثت بينها وبين زوجها :

يا حولاء ، أكثر النار من حطب سعير النساء "

فقالت الحولاء : يا رسول الله ، وكيف ذلك.

قال : " لأنها إذا غضب على زوجها ساعة تقول : ما رأيت منك خيرا قط ، عسى أن تكون قد ولدت منه أولادا. "

قد تتطاول الزوجة على زوجها بالكلام الخروج عن حدود الأدب, وقد يتطاول الزوج على زوجته بكلام جارح قاس, خارج عن دائرة الأدب و الأخلاق الإسلامية في الحوار مع الطرف الآخر.

يقول أحدهما للآخر بعد أن وجه إليه إليه من الإهانات والعبارات الجارحة :

الآن ..نفست عن نفسي.

لقد هدأ قلبي الآن.

الآن استرحت.

كلا .. أيها الزوج.

كلا أيتها الزوجة.

إن قلبك لم يسكن ويهدأ بعد.

و إن قلبكِ لم يسكن ويهدأ بعد.

بل لقد هيأت أيها الزوج لنفسك ثعبانًا يؤذيك في قبرك إلى يوم يبعثون.

و أنتِ أيتها الزوجة قد هيأت لنفسك ثعبانًا يؤذيك في قبرك إلى يوم يبعثون.

هذا الثعبان لايرى الآن لوجود الحواجز المادية, و لكنه سيرى ذا ت يوم في القبر أو عند قبض ملك الموت للروح, لأن الإنسان في هذه المرحلة قد تجاوز حدود المادة, وأصبح يرى الأشياء على حقيقتها, وهذا من مصاديق قوله تعالى :

{ لقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ } ق - 22

فليحذر الأزواج من تجريح أحدهما للآخر, فهذه الكلمات الجارحة تتجسم لتصبح ثعبانا يعذب الإنسان بعد انتقاله إلى العالم الآخر, وليطلب أحدهما من صاحبه أن يغفر له ما بدر من خطأ في حقه.

ولا زال حديثنا مستمرا حول التاء الأولى : التقوى وعلاقتها بالحياة الزوجية.

اختتم نقطة الترهيب بهذا الجانب المتعلق بالتقوى بتعدد الزوجات.

إن حضور تقوى الله في نفس الإنسان تدفعه إلى العدل بين زوجاته عندما يكون عنده أكثر من زوجة.

إن الميل إلى واحدة - ليس المقصود منه الميل القلبي - بشكل ظاهري ملحوظ, والتهاون في حقوق الأخرى, و إهمالها و عدم المساواة بينها وبين الزوجة الأخرى في الأمور المطلوبة منه, تجعل منه محلا لسخط الله سبحانه وتعالى.

في مستدرك سفينة البحار 7\130, وحقيقة عالم الموت للعلامة المجلسي:

عن النبي في حديث طويل :

" ومن كانت له امرأتان فلم يعدل بينهما في القسم من نفسه وماله جاء يوم القيامة مغلولا مائلا شقه حتى يدخل النار."

بهذا اختتم جانب الترهيب المرتبط بعنصر التقوى.


حديثنا القادم سيكون حول الجزء الآخر المرتبط بجانب التقوى وهو الترغيب, ومدى فعالية حضور هذا العامل في تقوية جانب التقوى لدى الإنسان, وأثر ذلك إيجابيا في تقوية رابطة الألفة الزوجية.

--------------------------

ذكر المحدث النوري هذه القصة للصحابية الجليلة الحولاء - وكانت من أجمل أهل زمانها - التي حدث خلاف بينها وبين زوجها, وبسبب موقف صدر منها, وقد أدركت خطأها في حق زوجها, فحاولت بشتى الوسائل من زوجها أن يسامحها فباءت محاولاتها بالفشل, فلم تجد بدا من أن تذهب إلى رسول الله صلى الله عليه و آله, كي يجد لها حلا لهذه المشكلة.

أضع - في البداية - أمامكم هذه القصة - كما ذكرها العلامة النوري في المستدرك -وهي تتضمن دروسا عملية في مجال العلاقة الزوجية.

إن الحولاء كانت امرأة عطارة لآل رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) فلما كانت يوما من الأيام أمرها زوجها بمعروف فانتهرته ، فأمسى و هو ساخط عليها ، فلما دخل المسجد للصلاة تبعته فأعرض عنها ، فمشت إليه و قبلت يده اليمنى و قبلت رأسه فأعرض عنها ، فعلمت أنه ساخط ، عليها فلطمت وجهها و عفرت ، خدها و بكت بكاء شديدا و انتحبت ، ورجفت بنفسها مخافة رب العالمين ، وخوفا من نار جهنم ، يوم وضع الموازين و نشر الدواوين ، و إشفاقا من عذاب مالك يوم ، الدين فأتت بسفط فيه عطر و طيب ، فتعطرت و تطيب كما تفعل العروس حين تزف إلى زوجها ، ثم وطأت الفراش و تنجزت له اللحاف فدخلت و عرضت نفسها عليه فأعرض عنها ، فانكبت عليه تقبله فحول وجهه عنها ، فلطمت وجهها و بكت بكاء شديدا خوفا ، من الله عز و جل ، وإشفاقا من عذابه ، و فزعا و جزعا من نار وقودها الناس و الحجارة ، ولم تذق تلك الليله نوما ، و كانت تلك الليلة أطول عليها من يوم الحساب ، لسخط زوجها عليها ، و ما أوجب الله عز و جل عليها من الحق ، فلما أصبح الصباح قضت صلاتها و تبرقعت و أخذت على رأسها رداء ، وخرجت سائرة إلى دار رسول الله (صلى الله عليه و آله ) ، فلما وصلت أنشأت تنادي : السلام عليكم آل بيت النبوة ، و معدن العلم و الرسالة ، و مختلف الملائكة ، أ تأذنون لي بالدخول عليكم رحمكم الله · فسمعت أم سلمة ( رضي الله ) عنها كلامها فعرفتها ، فقالت لجاريتها : أخرجي فافتحي لها الباب ، ففتحته لها فدخلت ، فقالت أم سلمة: ماشأنك يا حولاء ·

فقالت : يا سيدتي خائفة من عذاب رب العالمين ، غضب زوجي علي فخشيت أن أكون له مبغضة ، فقالت : لها أم سلمة : اقعدي لاتبرحي حتى يجيء رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) ، فجلست حولاء تتحدث مع أم سلمة ، فدخل رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) فقال : " إني لأجد الحولاء عندكم ، فهل طيبتكم منها بطيب ·"فقالوا : لاو الله يا نبي الله ، صلى الله عليك و على أهل بيتك الطاهرين ، بل جاءت سائلة عن حق زوجها ، ثم قصت له القصة ...

دار بينها وبين الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله حديث طويل أوضح لها فيه ما ينبغي عليها أن تلتزم به من في تعاملها مع زوجها, وما يترتب على مخالفة ذلك من عذاب إلهي, كما شرح لها ما ينبغي أن يفعله زوجها تجاهها من معاملة حسنةشرح لها تلك النقاط التي ينبغي أن تلتفت إليها شرحا مفصلا, وسأشير إلى بعض هذه النقاط في الأبحاث القادمة.

ولقد وردت قصة الحولاء مختصرة في كتاب الكافي عن إمامنا جعفر بن محمد الصادق : الكافي 5\715

، عن إسحاق بن إبراهيم الجعفي قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : ان رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) دخل بيت ام سلمة فشم ريحا طيبة ، فقال : أتتكم الحولاء ، فقالت : هوذا هي تشكو زوجها فخرجت عليه الحولاء فقالت : بأبي أنت وامي ان زوجي عني معرض ، فقال : زيديه يا حولاء ، فقالت : لا أترك شيئا طيبا مما أتطيب له به وهو معرض ، فقال : أما لو يدرى ماله باقباله عليك ، قالت : وماله باقباله علي ؟

فقال : أما انه اذا أقبل اكتنفه ملكان وكان كالشاهر سيفه في سبيل الله ، فاذا هو جامع تحات عنه الذنوب كما يتحات ورق الشجر ، فإذا هو اغتسل انسلخ من الذنوب .


إضاءات زوجية :

هذه القصة تحمل جملة من الإشارات الجميلة.

كل إنسان يخطىء, والعصمة للمعصومين فقط.

أخطأت الحولاء في حق زوجها, لكنها تداركت هذا الخطأ بسرعة, وسعت بشتى الوسائل نحو زوجها تطلب منها أن يغفر لها ذلك الخطأ بحقه.

هذا التصرف من الحولاء, وإلحاحها في طلب الصفح من زوجها يعكس الدرجة العالية من تقوى الله التي تحملها داخل نفسها.

خوفها الشديد من الله سبحانه وتعالى هو ما جعلها تعيش حالة نفسية صعبة كما تقدم بسبب فشل ما قامت به من محاولات في سبيل استرضاء زوجها.

هذه الروح الإيمانية العالية التي لدى الحولاء, جعلها تعيش طلب رضى زوجها هما كبيرا, مما دفعها في النهاية إلى اللجوء إلى رسول الله صلى الله عليه و آله كي يوجد لها حلا لمشكلتها.

الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله أراد أن يرسخ بدرجة أكثر الحس الإيماني في نفس الحولاء, لما وجده فيها من روح إيمانية عالية, فأعطاها جملة من الإرشادات الزوجية مستخدما أسلوب الترهيب تارة و أسلوب الترغيب تارة أخرى, وكان هدف الرسول الأعظم هو أن تكون هذه التوجيهات حصنا منيعا أمام الحولاء تمنعها من تكرار خطأ في حق زوجها قدر الإمكان.

في الوقت نفسه, أكد صلى الله عليه و آله على الطرف الآخر وهو الزوج بأنه كان ينبغي له عدم المكابرة إلى هذه الدرجة, والتشدد إلى هذه الدرجة وأنه كان ينبغي له أن يسامح زوجته, وأن لا يصر على عدم العفوعنها بسبب هذا الموقف.

استخدم الرسول الأكرم جانب الترغيب الذي يقوي جانب التقوى, لتوجيه رسالة إلى الزوج, تمثلت في أنه لو استجاب لنداء زوجته, لحصل على هذا العطاء العظيم من قبل الله سبحانه وتعالى, وهو الحصول على مغفرة الله سبحانه وتعالى.

هذا يبين أهمية عامل الترغيب في تقوية العلاقة الزوجية, فالأجر الكبير الذي يمنحه الله للزوجين, عندما يعيشان جانب التقوى عمليا في تعاملهما مع بعضهما ويجعلهما يسعيان لأن يسعد أحدهما صاحبه, يجعل منهما محلا لرضا الله سبحانه وتعالى عنهما.

ولا زال الحديث متصلا حول جانب الترغيب و تقويته لدرجة التقوى من الله سبحانه و تعالى و أثر ذلك في تقوية العلاقة الزوجية.

يُتبع :